الأحد، 23 مايو 2010

رجلٌ ارملَ وامرأةٌ ارملة ،،


هل عشِتَ عُمراً بلا لِسانْ ؟
تقَوقعَ لسِانُكَ بداخلِ فمكَ وأطبق عليكَ الكتمَان
تمتَهنُ الخرسَ علىَ شِفاهِ النَار
وكأنك تعرفُ
الموتَ جيداً
هُناكَ في زقاقٍ يتيِم ، تبَنى
التَرمُلُ رجلاً
يُضعضُع الرعب أركانه المُتهاويَة في حيِلةٍ لإخفاء يدهُ الممسُوخةِ من جسَده
يعيشُ
التَرمُلَ بصكٍ كتبهُ القدرُ بماءِ الهَرم ، محُكوماً بالإعدام عِشقاً
بِوقعِ أقدامه الغليِظةَ يرفسُ إناء النُور ويشدُ الوثَاقَ علىَ خاصِرةِ الحُريِة
يغتَالُ عنّة الخّوف ويضمُهاَ إلى صدرهِ كالبَرق
تقَاعسَ برهةً من حنين ، فَنسيَ
ملامُحهُ الهزيِلَة
يَصرخ .. يتعثَر .. ينهَض .. يعدوُ .. تنهشُ الحِجارةُ زِبدةَ رُكبَته
ويظلُ متقدماً نحوَ مِنصةِ
الإعدام
لا شَفاعةَ
لاَ شِفاءَ منْ علقمهاَ
حديثُها يُؤنسُك ، وبتأتأتِها العفَويةُ تُلجُمكَ السكُوت
تغرقُ بعينَيها كقطعةِ سُكر
ترتَشفُها بيدِ الشُكر
ولحُمرةِ خديِهَا بعتَ الرُمانَ بأبخسِ أثمانه
كُلُ جَوارحِكَ تصطَكُ ببعضها الأُخرى
وكأنك تُريدُ تسلُقِها حدَ الانتحَار
ولفَرطِ جُنونِكَ بِتَ أرمَلَ الجُثةَ
غيرَ مُبالٍ ببِركِ الدِماءْ حولك
وقلبُكَ الذي بدأ
يحتضرُ على أرضية بَاهِتة
لاحظّ
النبضَ كيفَ يعلوُ ويهبط قليِلاً قليلاً ،،


 

فيِ زاويةِ أُخرىَ ، تكبلتْ حدَ الشَلل
امرأةٌ ترتمِيْ بجوفِ المَساء يسرقُ من حُنجرتِها لحنٌ وحيِد
زُرعَت على تضَاريِس وجههِا
الرُعب
منحتْ قليلاً من لونَ شعرهِاَ الخمريُ لهَدهَدةِ
الشَبابيِك
تخشَىَ أن تنحنيْ أمام غولٍ من أنصار التعدد فتسقُطُ مغشيِاً عليهاَ
تغنيْ للزمَن الضَائعْ ، أفتحَ فاكَ والتقَم سُحُب الضَياع
تنهَالُ عليهاَ جُيوشٌ جُوعِها إليه
بمحاولةٍ للفِرار ، تُحاصِرها الأعينُ
وتترقبُ أن تُقذفَ بزيّ التَنكُر
تزحفُ حولهاَ كُثبانُ القُبل ، ينفطرُ القلبُ ويتُشرنقُ الهلعُ أيضا
كيفَ
بقُبلةٍ أن تُهَمشَ الزمَن ؟
كيفَ
بشفتيِن أن تُنطقَ الحجَر وتقبِضَ الجَسد ؟
كذبَت عينِي وما رأتْ فيِ مضجعِها
حامِلةً وزريْ انشُدُ رغبةَ
المستحيِل
..
بريئةٌ من ذنبيَ وما أقترفَهُ بحقي
يارجُلاً
أصبتنيْ بحُماكَ
فدعنيْ ارميِ بحمليِ في فَاهِ
القِفَار وأمضي
أرملةُ الشفِاهِ كذلك ، فقدْ ابتاعَ الزمانُ منيِ إحداها
ووهَبهَا إياك
ماأنتَ سوىَ رجلٌ أرمَل ، خَارت قُواهُ قبلَ أن ينهّض
يستيقُظُ صبَاحَاً علىَ صَوتِ المّارةِ ، وحديثُ الرصِيفِ قد ضَاقَ بكِ حنقاً
وفيِ قرارةِ نفسِهِ بأنَ
كنزاً سينزلُ منْ السمَاءِ
أمضِ ودعنيِ امضغُ فماً حديثَ الولادَة ، لمّ تشُبهُ شوائِبُ الحداثَة
ولا تنتَظر أن أُقريء عليِكَ القُبل
فأمضِ قبلَ إن تُشنقَ عشقَاً أمام أحداقيْ


 

30_ مَارسْ _ 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"مَايلفِظُ من قَولٍ إلا لديِه رقيِبٌ عتيِدْ "