الأحد، 23 مايو 2010

سأركضُ بعرضِ السمّاء ~




لأن أدفن وجهي بين يدي وأمسح عن وجهي تعباً منذ دهر ليسَ كافياً ليزيل شُحوب انفراطك مني

إعتلت روحي بالأمس صرخة تُراك سمعتها !

أنتظر حُكماً بالإعدام منك فلا تشفق على روحي

وحين تفعل ذلك ..

سأركض بعرض السمَاء مبتلة النبض من ضفةِ الوجع إلى مثواي الأخير .

نَوافذ هَمْ ~


هَمّ .. هَمّ .. هَمّ

ماتشّكل بالأعلى اعتراه تشوه يقدحُ بؤسَاً

ارتكب جريمته الأولى فرقصَ فوق ملامحها وسكبَ الوجع في براويز تلك النوافذ

وعربد التعبُ لزواياها




بيدٍ ترتعش فقداً كانت قد علقت عتباً صغيراً على كتف نبضهم

تستعيرُ صوت الباب لتحاكي ظلال الإنهاك : هل ستُمطر في خواءٍ كهذا !

مسَحتْ غُبار ضحكاتهم ووضعت إناءٌ ملأته بحكايا الخذلان

الذاكرةُ متجمدة ، الأصابع مفتتة والنبض حبيسٌ في الأعماق

سكبت الحنين لأزهار النافذة وغنت : ستأتي عصافير الأرض لتختبيء إليكِ



ملئها بأكاذيب الغد فانفرطت تقفز وتقفز

حتى ارتطمت برأس الحقيقة لتتخبّط في داخلها جثةُ الحلم

عند نافذتها تعبر غيمة كانت بالأمس تلاطفها والآن ماعادت تورق بكفها سوى دمعّة

وعند جدارها دفنت اسم يرادف الألم لينام بالقربِ منها



بائسة ، معدمة .. يؤرجحها الغرق تارة

وتارة طينُ الملح خدها

حين يلثمها آخر مشهدٍ لهما ، تستلم لبكاءٍ منسيّ

تستعيد ملامحها الباليّة فماتلبث حتى يعاودها دخان روحِه

يربك عزلتها صوت الريح

عند النافذة . هي لا تعرفْ عن السمَاء شيئاً

فقط أنها سرقته منهَا

رجلٌ ارملَ وامرأةٌ ارملة ،،


هل عشِتَ عُمراً بلا لِسانْ ؟
تقَوقعَ لسِانُكَ بداخلِ فمكَ وأطبق عليكَ الكتمَان
تمتَهنُ الخرسَ علىَ شِفاهِ النَار
وكأنك تعرفُ
الموتَ جيداً
هُناكَ في زقاقٍ يتيِم ، تبَنى
التَرمُلُ رجلاً
يُضعضُع الرعب أركانه المُتهاويَة في حيِلةٍ لإخفاء يدهُ الممسُوخةِ من جسَده
يعيشُ
التَرمُلَ بصكٍ كتبهُ القدرُ بماءِ الهَرم ، محُكوماً بالإعدام عِشقاً
بِوقعِ أقدامه الغليِظةَ يرفسُ إناء النُور ويشدُ الوثَاقَ علىَ خاصِرةِ الحُريِة
يغتَالُ عنّة الخّوف ويضمُهاَ إلى صدرهِ كالبَرق
تقَاعسَ برهةً من حنين ، فَنسيَ
ملامُحهُ الهزيِلَة
يَصرخ .. يتعثَر .. ينهَض .. يعدوُ .. تنهشُ الحِجارةُ زِبدةَ رُكبَته
ويظلُ متقدماً نحوَ مِنصةِ
الإعدام
لا شَفاعةَ
لاَ شِفاءَ منْ علقمهاَ
حديثُها يُؤنسُك ، وبتأتأتِها العفَويةُ تُلجُمكَ السكُوت
تغرقُ بعينَيها كقطعةِ سُكر
ترتَشفُها بيدِ الشُكر
ولحُمرةِ خديِهَا بعتَ الرُمانَ بأبخسِ أثمانه
كُلُ جَوارحِكَ تصطَكُ ببعضها الأُخرى
وكأنك تُريدُ تسلُقِها حدَ الانتحَار
ولفَرطِ جُنونِكَ بِتَ أرمَلَ الجُثةَ
غيرَ مُبالٍ ببِركِ الدِماءْ حولك
وقلبُكَ الذي بدأ
يحتضرُ على أرضية بَاهِتة
لاحظّ
النبضَ كيفَ يعلوُ ويهبط قليِلاً قليلاً ،،


 

فيِ زاويةِ أُخرىَ ، تكبلتْ حدَ الشَلل
امرأةٌ ترتمِيْ بجوفِ المَساء يسرقُ من حُنجرتِها لحنٌ وحيِد
زُرعَت على تضَاريِس وجههِا
الرُعب
منحتْ قليلاً من لونَ شعرهِاَ الخمريُ لهَدهَدةِ
الشَبابيِك
تخشَىَ أن تنحنيْ أمام غولٍ من أنصار التعدد فتسقُطُ مغشيِاً عليهاَ
تغنيْ للزمَن الضَائعْ ، أفتحَ فاكَ والتقَم سُحُب الضَياع
تنهَالُ عليهاَ جُيوشٌ جُوعِها إليه
بمحاولةٍ للفِرار ، تُحاصِرها الأعينُ
وتترقبُ أن تُقذفَ بزيّ التَنكُر
تزحفُ حولهاَ كُثبانُ القُبل ، ينفطرُ القلبُ ويتُشرنقُ الهلعُ أيضا
كيفَ
بقُبلةٍ أن تُهَمشَ الزمَن ؟
كيفَ
بشفتيِن أن تُنطقَ الحجَر وتقبِضَ الجَسد ؟
كذبَت عينِي وما رأتْ فيِ مضجعِها
حامِلةً وزريْ انشُدُ رغبةَ
المستحيِل
..
بريئةٌ من ذنبيَ وما أقترفَهُ بحقي
يارجُلاً
أصبتنيْ بحُماكَ
فدعنيْ ارميِ بحمليِ في فَاهِ
القِفَار وأمضي
أرملةُ الشفِاهِ كذلك ، فقدْ ابتاعَ الزمانُ منيِ إحداها
ووهَبهَا إياك
ماأنتَ سوىَ رجلٌ أرمَل ، خَارت قُواهُ قبلَ أن ينهّض
يستيقُظُ صبَاحَاً علىَ صَوتِ المّارةِ ، وحديثُ الرصِيفِ قد ضَاقَ بكِ حنقاً
وفيِ قرارةِ نفسِهِ بأنَ
كنزاً سينزلُ منْ السمَاءِ
أمضِ ودعنيِ امضغُ فماً حديثَ الولادَة ، لمّ تشُبهُ شوائِبُ الحداثَة
ولا تنتَظر أن أُقريء عليِكَ القُبل
فأمضِ قبلَ إن تُشنقَ عشقَاً أمام أحداقيْ


 

30_ مَارسْ _ 2008