الاثنين، 26 أكتوبر 2009

غِيابٌ يتَوسَدُ رصِيفَ الأنينْ ..!



 

عَالقَةٌ بينَ إنتّظَاراتِيْ المُربكةْ لمَا حَوليْ ، وطّاحُون السَاعةِ يهضّمُ حنجَرتيْ بدوامة البُكاءِ العقيِمْ

وكثّيرٌ منْ الصَمتُ المُطبقُ حَولَ شفتاي ، المَلحْ الغَارقْ في أهدابي ، نكّهةِ الاصفرار فِيْ لسَانيْ شُحوبُ أيامّيْ المهتَرئَة ، وبَوحُكَ المّبتُور من أُذُنيْ


 


 


 

رُغمّ انفصالك منِي ، لا زَال صَوتَك يتَسللُ عبرَ نوافِذْ السَماءِ إليَّ

أقتَفيْ أثَر وجهَكْ ، أمتصُ ملامِحُكَ بِحرصْ كِي لا تضِيعَ فينِي فأعيِد كَرةْ البحَثَ

أوردَتّي مُتضخّمةِ بالحَنينْ ، والتَيْ بَاغّتهَاْ الفقَرْ بُعيَدْ غفَوة ، لمْ تنفَتءَ عنْ التَحديِقْ لـ صُورتكْ المَركُونَة في أقصَى الذّاكِرة

وأن تَرسُم معَكَ عَلىْ سَحابَةٍ بيضّاءْ قلّباً يحتَويْ حرفّانْ الأبَديِة حَتى الفنَاءَّ

حتَىّ المسَاحيِقُ لنْ تُخفيْ ضَعفيْ فـ تَجْعلُني أيقِنُ بنهَايتِيْ ، وأن عليَّ أن أتسَلقَ إليكْ وبأسرعْ مايُمكن

حينَ يُداهمنَيْ صَوتُك ،أقفزُ من ذاتِيْ لـ واحتِكْ ، وبصمتٍ أستمعُ إليِكْ

نتَحادثْ ، نتَسامّرْ ، تُفَاجئُنيْ بـ " اُحبكِ " فأتَلونْ احمرارا

و ... حِينْ تُغادرنيْ أكُونُ شهيَةً للوجَعْ ، يَغزونَيْ فانسكب كما يُريدْ وبثرثَرتِيْ الهّذيَانيةَ حتَى أُخرسَ القَلمْ

أعَلمُ بأنَ وقّتيْ يحتَضْرْ علَى نصّلْ غيَابِكْ ، ويَدايَّ ترتَجفَانْ فقَداً ، وضَعفيْ لم يُغادرني بُرهَة

وكأنِي لُثمتُ بوهّنٍ عظِيمْ ..!


 

أعيشُ بـ منّآيَّ الوحيِدْ ، بعزَلةٍ تُشبِه اليُتمَ تمَاماً

أنتَ تعرفُ جَيداً بأنْكَ تتَسِعُ بداخِليْ كثيِراً ، تمَاماً كما أعلمُ بأنكَ تشربُ الشَايَّ حُلواً

الآنّْ بتُ أعلمْ ، فصَوتِيْ السَاقطُ من فَاهِ السَماءْ نَامْ مُتعباً منْ الصُراخِ عالياً

و ... أنّْ إنهَاكيْ الذيْ أُجهّضَ منْ رحِمْ الذَاكِرة لمْ يبلُغْ أسَواركَ البَعيِدةْ

وأنيّْ أرقتُ مدائنْ السُكرْ لأحياكَ يوماً ، تُزهِرُ في يُبوسكْ وأستحيلُ مطراً فرحةً بحُبكْ

هُنا في أعمَاقيْ تفَاصيلٌ تُغزلُ كـ لَونِ المَاء ، وكـ زخَرَفَةِ الربِيعْ قامُوساً يستَطيلْ ، يمّتَد

وتحَتَ وسَادتِكَ الغَافيةَ هدوُءٌ دافيءْ يجَعلنَيْ أهبطُ إليكَ من عُلوِ سمائِي لأرضْ صدركْ

والآنْ بـ ربِكَّ أخبرنْي : مَاذّا تنتّظرُ منيَّ لأفعَلهَ ..!

أنْ انهمر فيكَ كثيِراً ، أو أنْ أسحَبْ بسَاطّاً لتسَتريِحْ ، أم أنْ أُبَلل شفتَاكَ الجَافَةْ

سـ أُطبقُ جفنِيْ عليِكَ ياذَاتَ النبّضْ لئّلا تُفتضحُ أحداقيْ وتَرتَخيْ للبُكَاء


 

ألا ترانْيْ يا ذاتَ النبْضْ أحملُ بينَ ذراعيَّ مسَاءً طويلاً ، ومازَالتْ صفعاتُ صَوتِكَ تطرقُ ذاكرتِيْ

فـ أبللُ صدركَ بالأملْ ، أدفءُ قلبَكَ من بعيدْ ، أمسحُ التعبْ عنْ جبينْكْ

أو أرتَكزُ في زاويِةٍ ما ، بصمَتٍ وأسكُن ..!


 

أوَيبلغُ الحنينُ نهايةً معلُومةَ ..!

أو أبقَىَ ذاتَ عطَشٍ لأنْ تهَطُل ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"مَايلفِظُ من قَولٍ إلا لديِه رقيِبٌ عتيِدْ "